أظهرت دراسة جديدة أن النوم مع إضاءة الأضواء قد يزيد من خطر إصابة الشخص بالعديد من الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي مثل السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم.
وجد الباحثون في كلية نورث وسترن فاينبرج للطب في شيكاغو، إلينوي، أن الكمية المتزايدة من مصادر الضوء في الحياة اليومية يمكن أن تؤثر ليس فقط على نومنا، ولكن أيضًا على صحتنا.
وقد وجدت الأبحاث السابقة من نفس المدرسة بالفعل وجود صلة بين التعرض للضوء ليلا وعملية التمثيل الغذائي للشخص، حتى تعرضه لخطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
ويوصي الخبراء الأشخاص بالتأكد من إطفاء الأضواء قبل الذهاب إلى السرير، وخاصة الضوء الأزرق، الذي يعد أكثر تحفيزًا للدماغ.
يشير هذا البحث أيضًا إلى أن الأمريكيين الأكبر سنًا يعانون عمومًا من آثار سيئة محتملة بسبب التعرض للضوء أكثر من أقرانهم.
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين تعرضوا للضوء أثناء النوم كانوا أكثر عرضة للمعاناة من السمنة أو مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم
وقال الدكتور مينجي كيم، أستاذ علم الأعصاب في جامعة نورث وسترن ومؤلف الدراسة، في بيان: "كبار السن لديهم بالفعل خطر أكبر للإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، لذلك أردنا معرفة ما إذا كان هناك اختلاف في حدوث هذه الأمراض المرتبطة بالتعرض للضوء ليلا".
الباحثون الذين نشروا نتائجهم في ينام تم جمع بيانات من 552 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 63 و84 عامًا للدراسة.
استخدم كل من المشاركين جهازًا على معصمهم لتتبع كمية الضوء التي تعرضوا لها طوال الليل.
تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين منفصلتين. كان لدى الأول ما لا يقل عن خمس ساعات من الظلام الدامس كل ليلة، بينما تعرض الآخرون لبعض الضوء في مرحلة ما خلال فترة نومهم.
ثم حددت فحوصات المشاركين الأفراد ما إذا كانوا يعانون أيضًا من السمنة أو مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
ووجدوا أن 73% من الأشخاص الذين ينامون مع نوع ما من الضوء في الليل يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وهي زيادة بنسبة 74% مقارنة بـ 60% من الأشخاص الذين يعانون من الظلام الكامل في الليل.
وتضاعف خطر الإصابة بمرض السكري، حيث أصيب 9.8% من الأشخاص الذين لا توجد لديهم أضواء ليلاً بالمرض، مقارنة بـ 17.8% من المجموعة التي نامت والأضواء مضاءة.
كما زاد خطر السمنة بنسبة 82%، مع وجود 26.7% ممن ينامون فترات خفيفة يعانون من زيادة الوزن بشكل خطير مقارنة بـ 40.7% من أولئك الذين أضاءوا الضوء.
وقال كيم: "سواء كان ذلك بسبب هاتف ذكي، أو ترك جهاز تلفزيون طوال الليل، أو التلوث الضوئي في مدينة كبيرة، فإننا نعيش وسط وفرة من مصادر الضوء الاصطناعي المتاحة على مدار 24 ساعة في اليوم".
ويحذر الخبراء من النوم مع الضوء وتجنب الضوء الأزرق في الليل إن أمكن لأنه يحفز الدماغ. يرتبط التعرض للضوء أثناء النوم بضعف عملية التمثيل الغذائي، مما قد يؤدي إلى مشاكل غذائية (صورة أرشيفية)
في حين أن هذه الدراسة المحددة تنطبق على كبار السن، إلا أن هناك بيانات تظهر المزيد من الضوء في الليل ومشاكل التمثيل الغذائي التي يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض.
شمال غربي آخر يتعلم من وقت سابق من هذا العام وجدت العلاقة بين الضوء في الليل وضعف التمثيل الغذائي لدى جميع الناس. يمكن أن يؤثر أيضًا على قدرة الشخص على معالجة الجلوكوز.
ولكن يقول الباحثون إن هناك عامل الدجاجة والبيضة. ولا يمكنهم التأكد مما إذا كان الضوء في الليل مرتبطًا بانتشار المشكلات الصحية أم لا، بل ويمكن أن يحدث العكس.
على سبيل المثال، من المرجح أن يتبول الشخص المصاب بمرض السكري بشكل متكرر ويريد ترك الضوء مضاءً في الليل.
ومع ذلك، يقول الباحثون إنه من المهم القيام بكل ما في وسعك لتقليل كمية الضوء التي تستخدمها أثناء النوم.
يوصون الشخص باستخدام ظلال التعتيم أو قناع العين لتجنب الضوء الذي لا يمكن السيطرة عليه والذي قد يأتي من الخارج.
إذا كان الشخص بحاجة ماسة إلى الضوء لسبب ما، فيجب أن يكون داكنًا قدر الإمكان وأن يكون ملونًا أيضًا باللون الكهرماني أو البرتقالي، بدلاً من اللون الأزرق أو الأبيض، مما قد يؤدي إلى الإفراط في تحفيز الدماغ.
