يحذر الأطباء من مخاطر تناول الكثير من فيتامين د بعد أن أصبح رجل مريضًا لدرجة أن الأطباء يخافون من إصابته بالسرطان.
خسر مريض في منتصف العمر من كينت حصتين خلال ثلاثة أشهر بعد معاناته من القيء المستمر والإسهال وآلام في المعدة.
بدأت أعراضه بعد شهر من تناول كوكتيل يومي مكون من 20 مكملاً غذائيًا بدون وصفة طبية، وهو ما يعادل 80 ضعف جرعة فيتامين د الموصى بها.
تم إدخال المريض الذي لم يذكر اسمه إلى المستشفى وأجريت له سلسلة من الفحوصات لاستبعاد وجود أورام سرطانية.
وكشفت اختبارات الدم أن مستويات فيتامين د لديه كانت أعلى بسبع مرات من المعدل الطبيعي، كما أنه عانى من إصابة حادة في الكلى.
وظل في المستشفى لأكثر من أسبوع وتم إعطاؤه الأدوية والسوائل الوريدية لطرد المكملات الغذائية من نظامه.
وحذر الأطباء الذين عالجوه من أن حالته "تسلط الضوء بشكل أكبر على السمية المحتملة للمكملات الغذائية التي تعتبر آمنة على نطاق واسع".
يحذر الأطباء من مخاطر تناول الكثير من فيتامين د بعد دخول رجل إلى المستشفى مصابًا بالفشل الكلوي
يساعد فيتامين د – فيتامين أشعة الشمس – على تنظيم كمية الكالسيوم في الجسم ويحافظ على صحة العظام والأسنان والعضلات.
نصيحة هيئة الخدمات الصحية الوطنية هي أنه يجب على الجميع التفكير في تناول مكملات فيتامين د يوميًا خلال فصلي الخريف والشتاء.
ومع ذلك، فإن تناول الكثير من الكالسيوم يمكن أن يؤدي إلى تراكم الكالسيوم الزائد في الجسم، مما يجعل الكلى تعمل بجد أكبر لتصفيته.
يُنصح البالغين والأطفال الذين تزيد أعمارهم عن عام واحد بعدم استهلاك أكثر من 600 ملغ من فيتامين د يوميًا.
أحدث حالة – كشفت في المجلة تقارير حالة BMJ – وصف رجلاً يتناول جرعة يومية قدرها 50.000 ملغم، أي 83 ضعف الكمية الموصى بها.
تم إدخاله إلى المستشفى من قبل طبيبه العام بعد أن اشتكى من القيء المتكرر والغثيان وآلام البطن وتشنجات الساق لمدة ثلاثة أشهر، حيث فقد خلال هذه الفترة 12 كجم.
كان المريض يعاني أيضًا من طنين الأذن – رنين في الأذنين – جفاف الفم والعطش الذي لا يرتوي.
وقال الأطباء إن أخصائي التغذية الخاص به أوصى ببدء برنامج مكثف لمكملات الفيتامينات.
عندما بدأ يشعر بالإعياء، توقف عن تناول كوكتيل الفيتامينات اليومي، والذي يحتوي أيضًا على أوميغا 3، وفيتامين ب2، وب9، وسي، وك2، والعديد من المكملات المعدنية والبروبيوتيك الأخرى.
لكن الأعراض لم تختف.
تم إدخاله إلى المستشفى لإجراء فحوصات بالأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي لاستبعاد السرطان والالتهابات البكتيرية كسبب لأعراضه.
وظل الرجل في الجناح بعد أن أظهرت اختبارات أخرى وجود كميات زائدة من الكالسيوم في جسمه وتلف في كليته.
أمضى ثمانية أيام في المستشفى حيث تم إعطاؤه حقنة وريدية لإزالة المكملات الغذائية من جسده.
كما عالجه الأطباء باستخدام البايفوسفونيت، وهي أدوية تستخدم عادة لتقوية العظام، للمساعدة في تقليل مستويات الكالسيوم المفرطة في الدم.
بعد شهرين من خروجه من المستشفى، عادت مستويات الكالسيوم لديه إلى وضعها الطبيعي، لكن مستويات فيتامين د ظلت مرتفعة بشكل غير طبيعي.
وخلص أطباء هيئة الخدمات الصحية الوطنية الذين عالجوه إلى ما يلي: "بالنظر إلى معدل الدوران البطيء (نصف العمر حوالي شهرين) الذي تتطور فيه سمية فيتامين د، فقد تستمر الأعراض لعدة أسابيع.
"يسلط تقرير الحالة هذا الضوء على السمية المحتملة للمكملات الغذائية التي تعتبر آمنة إلى حد كبير حتى يتم تناولها بكميات غير آمنة أو في مجموعات غير آمنة."
عادة ما تنتج سمية فيتامين د عن جرعات كبيرة من مكملات فيتامين د، وليس النظام الغذائي أو التعرض لأشعة الشمس.
وذلك لأن الجسم ينظم كمية فيتامين د التي ينتجها التعرض لأشعة الشمس، وحتى الأطعمة المدعمة لا تحتوي على ما يكفي من فيتامين د لتصبح سامة.
النتيجة الرئيسية لتسمم فيتامين د هي تراكم الكالسيوم في الدم، المعروف طبيًا باسم فرط كالسيوم الدم، والذي يمكن أن يسبب الغثيان والقيء والضعف وكثرة التبول.
يمكن أن تؤدي سمية فيتامين د إلى آلام العظام ومشاكل في الكلى مثل تكوين حصوات الكالسيوم.
تُستخدم جرعات عالية أحيانًا لعلاج مشاكل طبية مثل نقص فيتامين د، ولكن يتم إعطاءها فقط تحت إشراف طبي لفترة زمنية محددة. يجب مراقبة مستويات الدم أثناء تناول الشخص جرعات عالية من فيتامين د.
